- موضوعات علمية
- /
- ٠1موضوعات علمية من الخطب
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين, اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم, اللهم علمنا ما ينفعنا, وانفعنا بما علمتنا, وزدنا علماً, وأرنا الحق حقاً, وارزقنا اتباعه, وأرنا الباطل باطلاً, وارزقنا اجتنابه, واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه, وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .
فوائد الصيام :
أيها الأخوة الكرام, من عادة الإنسان أنه إذا أعطى أمراً في ذهنه, له هدفٌ واحد، وحكمةٌ واحدة، لكنك حيال أمر الله عزَّ وجل، تجد العجب العجاب، فلو أمضيت كل حياتك في تقصِّي، وتتبع الحكم الظاهرة والباطنة من أمر الله عزَّ وجل لا تنتهي .
فكما أن الصيام عبادةً نرقى بها، كما أن الصيام شيءٌ نتقرَّب به إلى الله عزَّ وجل، هو من ناحيةٍ أخرى، صحةٌ وأية صحة .
أعجبتني كلمةٌ قالها أحد الأطباء: الصيام دورةٌ وقائيةٌ سنويةٌ، تقي من كثيرٍ من الأمراض، دورةٌ وقائيةٌ لكثيرٍ من الأمراض، ودورةٌ علاجيةٌ لبعض الأمراض .
فمن أبرز هذه الوقاية: أن الصائم بالصيام، يقي نفسه أمراض الشيخوخة، الناجمة عن الإفراط في إرهاق العضوية، يقي الصيام الصائم من كثيرٍ من الأمراض وهو في حقيقته، علاجٌ لبعض الأمراض، لهذا قال عليه الصلاة والسلام:
((صوموا تصحوا))
قال بعض علماء الطب: إنه علاجٌ لأمراض الجهاز الهضمي، كالتهاب المعدة الحاد ، والإقياءات العنيدة .
وقال بعضهم: إنه علاجٌ لبعض أمراض ضغط الدم، لارتفاع التوتُّر الشرياني .
وقال بعضهم: إنه يخفف من متاعب الداء السكري .
على كلٍ، بمجمل القول: إنَّ الصيام يخفف العبء عن جهاز الدوران، القلب والأوعية، ويأتي الصيام ليخفف العبء عن الكليتين، جهاز الإفراز، لأنه كلما ارتفعت نسبة البولة في الدم، جهدت الكليتان في طرحهما في البول، أما إذا صام الإنسان لم تطرح هذه المواد لقلَّتها، فارتاحت الكليتان .
ومن فضائل الصيام، كما قال بعض الأطباء: أن سكَّر الكبد يتحرَّك حينما يقلُّ السكر المتناول في أثناء النهار، ما الذي يتحرَّك؟ سكر الكبد، ويتحرَّك معه الدهن المخزون تحت الجلد، وتتحرَّك أيضاً بروتينات العضل، وتنشط الغدد، وخلايا الكبد .
ألا ترون أن بعض المصانع تجري دورة صيانةٍ كلَّ عامٍ لآلاتها، وهذا والله من أدقّ الأمثلة، إن هذا الشهر هو صيانةٌ لجميع أجهزة الجسم، صيانةٌ وتنشيطٌ لجميع أجهزة الجسم، ووقايةٌ من أكثر أمراض الشيخوخة، وعلاجٌ لبعض الأمراض .
الأمراض التي تبيح بالفطر في رمضان لكن بشرط, ما هو :
أيها الأخوة, إلا أن بعض الأمراض يؤذيها الصيام، لذلك قال تعالى:
﴿فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ﴾
هناك أمراض يؤذيها الصيام، ومن صام على الرغم من ذلك، فقد عصى الله ورسوله, لكن لا ينبغي أن نفطر لأية فتوى يفتيها طبيبٌ لا نعرفه، اشترط العلماء في الطبيب أن يكون مسلماً، وأن يكون ورعاً، وأن يكون حاذقاً، إذا أفتى لك بالفطر، فأفطر، لأن فطرك كالصيام تماماً, قال تعالى:
﴿فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ﴾
إليكم تحليل هذه السنة النبوية وفق مقاييس العلم :
أيها الأخوة, هو أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يفعل هكذا، كان يتناول ثلاث تمراتٍ، وكوب ماءٍ, ويصلي المغرب .
جاء الأطباء وحللوا هذه الظاهرة، قال: إن التمر أسرع مادةٍ سكريةٍ تنتقل من الفم إلى الدم، وعدّوا هذه المادة عشرين دقيقة، أي في عشرين دقيقة، ينتقل السكر من فمك إلى دمك، فإذا صار في الدم, شعرت بالراحة، وشعرت بالشبع، فإذا قمت عن الطعام، وكأنَّك في الإفطار ، من دون جوعٍ شديد، من دون انكبابٍ على الطعام بشكلٍ غير معقول، لذلك من السنة أن نأكل بعض التمرات، ونشرب الماء، وأن نصلّي المغرب وسنَّته، وأن نجلس لتناول الطعام .
نصيحة لك أيها الصائم :
أيها الأخوة, بعض أخوتنا الكرام، الذين يأكلون من دون قيدٍ، من دون حساب، هؤلاء يستثقلون صلاة التراويح، فإذا أردت أن تقوم الليل، فعليك أن تأكل أكلاً معتدلاً، كي تقف نشيطاً، تستمع إلى جزءٍ من كتاب الله، يتلوه الإمام، وكي تستوعبه، وكي تقف على معانيه الدقيقة، وكي تتفاعل معه، أما المشغول بهضم الطعام، هذا يستثقل القيام، ربما صلّى ثماني ركعات، ربما قال: التراويح سنة، ومن ترك السنة لا شيء عليه، كل الصيام من أجل التراويح، لأن النبي عليه الصلاة والسلام, يقول:
((مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ))